كَأنَّك الوَردُ لو وَصَفتُكَ , وخَدُك
الأورَد . في الرَبيعِ زاهِرٌ ,كمَا في الحُبِ وجهُكَ
أسعَدْ . وَكُنتَ كالنَّجمِ في السَماءِ
مُبعَد .أراهُ بالمنظارِ أو بناظرٍ
أجرَد . وصفتُكَ كالوردِ الأحمرِ , ربيعُهُ الزاهِرِ على خدِ
أحمَد . ولونُ شتاءِهِ في ليلٍ طويلٍ دامَ
أسوَد .إلىَ متىَ التعالي وطولُ العنادِ أيها
الأوحَد . غلبتَ جيشًا جباراً وفارسًا
أمرَد . وصفتُك كالوردِ , فهَل عندَ وصفِي صدقٌ أم حسنُك لهُ
أفند .
* 1 *
لا تلم صاحبا متيما , لكنه مشلولا ومقعد . لا تلم صاحبا عن هواه في دنياه مبعد . فلو دامت لياليك الغراء بالشهب , فليلي أسود . ولم أزل عند هذه السطور , أو إلى ما بعدها أنكد . رسالتي الغريقة في يم أبرد . ظل السمك يتساءل من عساه مُطرَد . فقولي له أيتها القنينة المغلقة , أيها البحر اشهد .لم أزل واقفا ساعتي لم أرقد . أحصي النجمات على خشب موطد . لم أزل أحفوا بالدقائق , والدقائق غير رمحها لا تمدد . فماذا بقي في السماء ونجومها أُهدِيَتْ لأجوَد . كم بقي من الدرر والكل يلبسه المطرد . كم بقي في الناس والكل يقتله الغالب الأسود . لأن دمت بالقتل , دمت أنا للشمع أوقد . وضفتي الفواحة على الورد والندى قد تقلد . ألم أقل إنك كالورد فواح ولكنك حينا شوك و مبرد . ألم أقل إنك حمراء في عزوبية العمر لا تقعد . إلا بضوء القمر ولله من القمر دام في علياءه أوحد . كما خلي لغير كلام الحب لا يرقد .
* 2 *
غاليتي تفتح قلبها والخد أورد . غاليتي دامت بحكم الأقاصيص تسرد . لما قابلتها ضاحكة ولله من ضحك أبلد . أرأى القلب نفسه وهو أبلد . أم رأى القلب ما يصنع وهو أسعد . لا لن يدوم اللطف , هامت قصائد الأجود . غاليتي كالورد لما ترقرق بماء الربيع أرغد . كلما هام الربيع , للنسيم طاق فتأكد . أن ليس يحفوه سوى الفراش كالليل بالشهب أوفد . وكالنهر بضفتيه للورد يرفد . قاعدا هناك أطري وأورد . كانت هناك مزهريتان وآلاف قطفٍ مُوَرَد . ولم أزل هناك أقعد . كان هناك ثلاثون جارية وعشرون ملكة على العرش تقعد . ولم أزل هناك أرفد . كان هناك نجمتان وخمسون راصدا يرصد .
* 3 *
أللدمع يا صائدي في هواي أحصد . وأنت الوحيد , عندي بل الأوحد . أي خل يرضى الهوام دون معضد . أنت مثل الوردة الزرقاء , للجفاء أقصد . غالبا ما تكون جميلا وغالبا سيفك مُجرِد . أنمشي على حبل الرضا دونما منفذ . بل العذر عند العاذر شرطه الموحد. أنت مثل السحاب لما خبا أرعد . للحقل دون الورد , هدد وتوعد . أكلما هان الحب طيفك أخلد . إن الدخان من طيشه فوق النار يصعد . يحسب أن في التعالي صار أوطد . ولعمرك لا يدوم التعالي فكيف بقلبك الأورد . وصفتك الورد , ولون الزهور , والشهر الأسعد . وصفتك الورد الأحمر والأزرق , وكل الورد أشرد . لا يغيب الوصف ولو تفرد . عن الحق خياله المطرد . فأرتقي في البستان , حتى وردنا مصعد . وأنثر الربيع في جداول نمت قرب مخابئ قنفذ .كوني كالساحرة ,كوني كالورد لما تغرد , لصوت الطير قلد , من طلع النخل هو أنضد . راقبي هوانا يا وردتا زرقاء ففيه خبر مؤكد . ترسله الطيور في ظرف معقد . بالورد وبالياسمين المقطر بالغرقد .
* 4 *
كل هذا الكتاب كل ذا المجلد . وأكثر من وريقات الورد لقلبك مهدى أيها الأسعد . في الليل أحفوا بذكراك وسادة عليها أرقد , يشهد علي القمر ,تشهد النجوم , والكون يشهد مالي غير حبيب واحد عليه سطري يؤكد . لو هوين فلمرة وحيدة وعمري أوحد . إن عشقت فلأجل عينيه دام خلي أسعد . ولا زلت أرى أطياف الخليل عند السواقي تتورد أوردتي التي أسقيها جفت والربيع حل في فاطن وأبلد . هوينك هوينك أيها الربيع فوردي غير الورود إنه أجود . فهل عند ربيع من ورد مُوَرَد .
*5*
إياي للورد يا ورد فأوعد . لغير يمناك في الحب لست أعهد . هذا الجميل من الندى تجعد كم رأيته ذلك اليوم في أصعب مشهد . للقطيعة يبحث ويمهد . علي تعود . أيا أعود مني تزود . لو كنت قرين اللظى وجمرك يسود . فأنا الماء عن حيضه يذود . هل كنت ممن يتودد . أم غارك الحب فما كنت أجود . قد أسهد . وقليل من الراحة لقلبي أشهد .خلي كم كنت أجهد . لأنت شقائق الورد والغيث المطرد . ريح الخيانة أشواك تدسها في المبرد ودليل غدرك لا يمحى كاحل مورد . وغرس عارك للحق يطرد . فالشعب والحب سيان مضطهد .
’’ الورد أشواكه تؤذينا رغم أنه جميل المنظر وعطره فواح ...,,
*6*
كنت كالورد الأبيض في لجة العمر يتفرد .كنت العروسة , وكنت أنا في الحب مشرد . لا بيت أواني لا وطن , دام قلبي يتجمد . فرحت بحظك الجديد كما الطير تغرد . ولم تعي حولك ربما غيرك ليس بأسعد . هل فتشت القلوب , أغربها , أحنها , أيها أطرد . هل مزقت الغريب وقربت الحبيب . بات أجرد . لأنت كأشواك الورد يؤذيني كلما جربت المقود . طاح بي في هوة الفناء جربت يا متفرد . قلبي أن أوانه أن يتمرد . وحق له بعدما أنت مزغرد . قلبي إلي فأردد . هيا لا تتردد . فالوقت داهم والظروف ليلها الأسود . والناس لا تعرفنا فمن يعرف الورد إنه أورد . الورد جميل الورد مُسعِد . الورد فتان الورد أنضد . الورد مغرد وهو المنشد . الورد صنوف الورد أسود . الورد للخير يشدد . لو بقى طيفا فعبراته تحشد . الورد واعظ الورد مرشد . تحمله العروس كما يحمل المهنئون في الليلة الأسعد . فما دمت فينا أيا أوغد . من حارب الورد وجرب المنضد . الغاية كالمرصد . والحب هو المفصد . ففي الأخير جراحا بذرتها ستحصد .
*7*
هاهنا حب جديد قد تولد . مع الأيام أمره قد تجلد . وصار مكابرا على الأحزان وليلها الأسود . ها هنا حب جديد قد تجدد . مذ طلع نبراسه توقد . لهو الغالب في كل أصعد . هنا حب جديد قد تعقد . في داخل الروح عقده أوجد . فمن يفك طلاسم أفنت ومنجد . دعي جراحا لك أضمد . لو كنت لا تعرفيني أرمد . بات الوريد في القلب يصمد . ونيرانه لا تطفأ لا تخمد . إنما القلب على جرحه يحمد . لو بات الشكر على الجرح أجود . من ذوق المرير كل ساعة في ليله الأسود . عد غاليا لحبنا فتغمد . عد غاليا إلينا وأعمد . عليك في الحب أرجوا وأعتمد .
بقلم أحمد جريري